حراك الصحوة الروحية

حراك الصحوة الروحية هي مدونة تهتم بعلوم الوعى والروحانية، هدفنا نشر الوعي والقيم الروحية بين أبناء الوطن العربي، تقديم محتوى هادف مثل تطوير الذات وكيفية عيش حياة ذات معنى وأكثر بركة وسلام.

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف تبني علاقات صحية وداعمة

نصائح مهمة لبناء علاقاتنا الاجتماعية والروحية

بناء علاقات داعمة


 سابقاً ومع الوعي  المنخفض كان   ينظر إلى العلاقات الاجتماعية بنظرة أقرب إلى السطحية  حيث كان الناس يختارون شركائهم وعلاقاتهم من خلال مفاهيم فكرية وعرفية  اكثر من كونها مبنية على الانسجام والتناغم الروحي  الى جانب انه لم يكن هناك تفسير عميق  للعلاقات وسبب دخولها لحياتنا كما هو الحال اليوم بل دائما ما كانت تعزى الى الصدف او الحظوظ و ينظر اليها على انها مجرد امور  عشوائية تحدث  بلا مبرر واضح. 


اما الآن ومع ارتفاع الوعي وانتشار العلوم الروحانية  اصبح الناس أكثر قدرة على تفسير وفهم  العلاقات من حولهم و الكثير منهم بدأ  يسعى إلى تطوير علاقاته  والبحث عن اشخاص اكثر انسجاما وتناغم مع حقيقتهم وليكونوا داعمين حقيقيين لهم في هذه الرحلة الارضية.

هنا بعض النقاط المهمة والاساسية التي يجب أن نركز عليها لنحصل على علاقات صحية وأكثر تناغم وانسجام: 


  1. إكتشاف الذات:


البداية تكون بفهم ذاتك... أن تفهم نفسك ومن تكون انت بالحقيقة؟ يكون ذلك من خلال تحرير نفسك من كل السمات الشخصية التي تغذي الايغو لديك  بشكل او بآخر،

عندما تحرر نفسك من اسمك ومن صفاتك الخارجية  ومن  اي تعريف خارجي  عن نفسك  على سبيل المثال أنا الطبيب فلان أو أنا العامل الفلاني الخ .. فأنت تحرر نفسك من كل الصفات وكل الاحكام  وستجد انك انت لست كل مافي الخارج انت فقط الروح التي تسكن هذا  الجسد وعندما تعرف نفسك الحقيقية سيكون بامكانك انتقاء اشخاص يتناسبون من رغباتك الروحية الحقيقية وليست المبنية على رغبة الايغو الخارجية، 

على سبيل المثال  اذا كنت ترغب بالزواج فسوف تبحث عن  امرأة   تلائمك داخلياً منسجمة مع روحك امرأة مناسبة لك في العمق بغض النظر عن  مهنتها او  بلدها او انتمائاتها لأنك  تتعامل معها على مستوى الروح  وليس على مستوى الايغو الذي يعرّف الناس بناء على الصورة الخارجية.

ستقول أين أجد هذا الشخص الذي سيلائمني بهذه الطريقة؟ والجواب انه ليس عليك البحث اساساً بل كل ما عليك هو البحث بداخلك.. البحث عن كل الحجب التي تمنعك من عيش حقيقتك لأن الأشخاص ماهم الا انعكاس لداخلك فإذا كنت تعيش بشخصية مزيفة فلن تقابل الا الاشخاص المزيفين ليعكسوا لك حجم الظلام الذي تعيشه والعكس هو الصحيح 

   

      2. لماذا تريد الدخول في علاقة؟


ثانياً وقبل الدخول بأي علاقة اسأل نفسك مالذي أريده من هذه العلاقة ومالذي سوف أحصل عليه من خلال كوني أنا وهل أنا قادر على تلبية متطلبات هذا الشريك حقاً لأن المشاعر وحدها لا تكفي لبناء علاقة متينة وحقيقية وخاصة مع اختلاف الطباع والرغبات بين الأشخاص وحتى لا تضطر أن تعطي من خزاناتك الداخلية الفارغة وتتحول العلاقة الى علاقة مستنزفة تضطر فيها طوال الوقت لأن تعطي فوق طاقتك او تتسول احتياجاتك من الطرف الآخر والذي لا يكون قادر على تلبيتها لهذا من المهم لأي شخص ان لايدخل علاقة من باب الاحتياج ولملأ فراغاته العاطفية او حتى المادية فأي علاقة تدخل اليها بدافع الاحتياج ستتحول الى علاقة كارمية مع الوقت فالعلاقات هي مرآة تعكس لنا كل مشاكلنا الداخلية.


  وماذا ان قمت بتنظيف مشاعري وحررت نفسي من كل الصدمات والمعتقدات المعيقة ومع هذا لم تتجلى لي علاقة حقيقية؟

الجواب هو أننا لا نعرف التوقيت المناسب لدخول الأشخاص في حياتنا ولكن ما نعرفه هو انهم سيدخلون عندما يحين دورهم فعندما تكون جاهزا للحب سيأتي دور الحب وعندما تكون جاهز للاختبار سيأتي الاختبار لا شيء يحدث بغير أوانه ولا شيء يحدث بشكل عشوائي وعندما يتأخر عليك شيء ما كنت تنتظره لا تتألم أو تشعر بأنك مخذول أولا تستحق أن تعيش اروع العلاقات بل فكر بأن كل مايحدث هو بالصورة الكبيرة يعمل لصالحك حتى ان لم تدرك ذلك بعد ثم إننا  أحيانا قد نقع بفخ التوهم بأننا تشافينا وتحررنا من المشاعر السلبية العالقة ولكن فجأة نكتشف انه مايزال هناك المزيد من الطبقات الداخلية التي لم نكتشفها بعد.


لماذا يكَون بعض الاشخاص فريسة سهلة للاشخاص السامين اكثر من غيرهم وكيف احمي نفسي من الوقوع بمثل هذه العلاقات؟


الجواب هو أن الأشخاص السامين دائماً ما يبحثون عن الأشخاص الامباث ( ذوي الحساسية المفرطة) حتى يسهل الايقاع بهم وجذب تعاطفهم لأن الأشخاص الامباث دائماً ما يكونون متعاطفين مع الآخرين وبدرجة كبيرة ودائماً ما يوجدون المبررات لتصرفات الآخرين حتى السيئة والغير مقبولة منها وهذا مايجعلهم ضحية للمتسلطين ومصاصي الطاقة لذا اذا كنت شخص امباث وتعتمد هذا النمط بعلاقاتك حاول أن تكون اكثر صرامة في تعاملاتك وابتعد عن التعاطف المبالغ والعيش بدور المنقذ وهذا لا يمنع التعاطف وتقديم النصح لمن يحتاجه ولكن باعتدال ومع عدم الانغماس بتلك المشاعر او التصرف وكأنك المسؤل عن آلام الآخرين.


نقطة مهمة أخرى.. هي ملاحظة رسائل العلاقاتك فعندما تفهم الرسائل التي تصلك من الأشخاص والمواقف التي تحصل لك في علاقاتك فهذا يختصر لك الكثير من الوقت والطاقة على سبيل المثال عندما يكون شريكك متسلط فهذا يعني إن حدودك مفتوحة ورسالته هي أن تحافظ على حدودك الشخصية ولا تسمح لاحد بانتهاكها وعندما يكون شريكك بخيل فهذا يعني غالباً إنك شخص بخيل على نفسك أو استحقاقك منخفض.. الخ 

التقاط الرسائل في فترة العلاقة يغنيك عن تكرار المواقف والتجارب المؤلمة والتقاطك للرسائل قبل الدخول في العلاقة يغنيك عن التورط فيها والدخول بعلاقات كارمية مستنزفة، الرسائل في بداية العلاقة تكون اشبه بالضوء الاحمر الذي يحذرك من الاستمرار. 


      3.الصدق مع الذات:


أخيراً .. كن صادق قدر الإمكان صادق مع نفسك وصادق مع من الآخر وتجنب البقاء في المنطقة الرمادية، حاول أن تكون صريح قدر الإمكان حتى لا تقع في المشاكل لاحقاً ولا تعطي في البداية أكثر مما تستطيع تقديمه فيما بعد، لا تدعي أنك قادر على فعل اشياء انت لا تقدر على فعلها ولا تدعي انك تملك اشياء وانت لا تملكها، اخبر شريكك بالاشياء السيئة فيك قبل الأشياء الجيدة حتى لا تصدمه لاحقاً واذا بدرت منه أشياء تزعجك او شعرت انها لا تلائمك اخبره منذ البداية ولا تجعل الأمور السلبية تتراكم.

 

تجنب أن تؤدي دور ليس دورك لأنك سوف تدخل باختبارات هذا الدور عاجلاً أو آجلا،  لا تتظاهر بعكس حقيقتك أو تجبر نفسك على أمور أنت لا تريدها فقط لترضي الآخر لأن هذا سيكلفك نفسك فالتنازل المستمر وادعاء عكس حقيقتك سيحولك مع الوقت لشخص آخر لا تعرفه وسوف تصحو يوماً ما لتجد في المرآة شخص لا يشبهك سوى بالملامح وشريك ناكر لكل ما قدمته من تضحيات فمن يتنازل عن حقيقته سوف يتم التنازل عنه طال الزمان أو قصر.


بشرى علي

عن الكاتب

وجدي عمار

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

حراك الصحوة الروحية