حراك الصحوة الروحية

حراك الصحوة الروحية هي مدونة تهتم بعلوم الوعى والروحانية، هدفنا نشر الوعي والقيم الروحية بين أبناء الوطن العربي، تقديم محتوى هادف مثل تطوير الذات وكيفية عيش حياة ذات معنى وأكثر بركة وسلام.

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

6 تصرفات لاواعية يجب تجنبها لتحضى بحياة طيبة

  الأخطاء والتصرفات اللاواعية منا وتأثيرها على حياتنا

التصرفات اللاواعية


بعد دخولنا في معترك الحياة وبسبب قلة الوعي وعدم المراقبة الذاتية نتشرب تلقائيًا الكثير من التصرفات اللاواعية والتي قد يراها البعض بسيطة الى أن لها تاثير كبير على علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين وعلى حياتنا بشكل عام لذلك من المهم جداً أن نقوم بمراجعة أنفسنا وأن نعمل على تنقيتها قد الإمكان.

هنا بعض التصرفات السلبية التي قد يقع فيها الكثيرين: 


١- إصدار الأحكام على الآخرين 


لماذا لا يجب أن نحكم على الآخرين وعلى تصرفاتهم؟ ببساطة لأننا جميعاً معرضين لأن نفعل مثلهم أو حتى أسوأ منهم فعندما تستنكر تصرف شخص ما وتنظر اليه بنظرة تعالي أو استحقار أوالخ ستبدو وكأنك تقول للكون أنا أفضل منه واذا حدث معي نفس الشي ء فلن أتصرف مثله أو أنا من المستحيل أن أفعل ذلك ولأننا دائماً ما نختبر بأقوالنا وأفعالنا ونوايانا لذا فقد تجذب لنفسك ذات الموقف لتشعر بنفس الشعور وتختبر بنفسك ردة فعلك تجاه هذا الموقف وستدرك وقتها الفرق بين الواقع والكلام لذا من المهم أن نحترم الآخرين وأن نسمح لهم أن يعيشوا تجربتهم ونبتعد عن الأحكام فالحكم أشبه بقيد أو سجن تسجن به نفسك بدون أن تعلم 


٢_ لا تحاول تغيير الآخرين 


فكرة تغيير الآخرين هي من أكثر الأفكار المستنزفة التي قد يقع فيها الانسان ليس لأنها أمر متعب وغير مجدي فقط بل لأنها ليست مهمتك أبداً .. هي اشبه بالتدخل بكارما الآخرين وبأدوارهم التي جاؤوا لتأديتها فالجميع في هذا الكون يقوم بمهمته ورسالته سواء كان واعي لذلك أو غير واع حتى من تراهم اشخاص مؤذيين أو مستغلين أو الخ ..


كل شخص منهم يعمل حسب مرحلته والجميع يعيش اختبارات التطهير من أجل التطور والارتقاء إنما بطرق مختلفة.

 ولكن ماذا إن كان هذا الشخص المؤذي قريب منك أو أحد افراد عائلتك؟ أيضاً لا تحاول تقويمه أواصلاحه بل إعمل على إصلاح ردات فعلك تجاهه فإذا كان شخص متسلط أو مؤذي وقمت بنصحه ولم يتغير فهذا يعني إنه يحمل لك رسالة وهي أن تحمي حدودك الشخصية وأن لا تسمح للآخرين أن يتعدوها وبهذه الطريقة أنت تحمي نفسك وبنفس الوقت تكون قد أعطيته درساً بضرورة احترام الآخرين وعدم التعدي على حدودهم.


فأحياناً بصبرنا وتماهينا مع مثل هذه التصرفات نحن نساعدهم على ارتكاب الأخطاء بشكل غير مباشر. والتغيير بشكل عام يبدأ من أنفسنا عندما نتغير سوف يتغير كل ما حولنا، عندما نتوقف عن كوننا ضحية لن يتبقى هناك جلاد، عندما نتوقف عن كوننا ضعفاء ونعترف بقوتنا لن يعد هناك من يحاول اخافتنا فالعالم يتغير من خلالنا وبقاءنا مع اشخاص عالقين بحجة أننا نحبهم أو نشفق عليهم هو مجرد استنزاف للجهد والوقت.

 

٣- وهم الانفصالية 


فكرة إنك منفصل عن الآخر،  هذه الفكرة هي واحدة من مسببات الشر في العالم فهي تغذي الجشع والغرور والمشاعر العدائية عند الانسان فإن كنت تعتقد نفسك منفصل عن الآخر أنت ستبدأ بتقييمه على أساس عرقه أولونه أو دينه أو ما يملك من أموال الخ وليس على أساس إنكم من روح واحدة أيضاً قد ترى أن الآخر عدو لك أو أقل منك وستتعامل مع الجميع على هذا الأساس ..  


أما عندما تدرك حقيقة إننا كلنا مرتبطين ببعض بطريقة ما وأن ماترسله يعود إليك عاجلاً ام آجلا هنا سوف تنتبه لنوعية المشاعر التي ترسلها للآخرين وسوف تتغير طريقة التعامل مع كل من حولك:

لن تستغل حتى لا تُستغل 

لن تجرح أحداً حتى لا يتم جرحك 

لن تتسلط على الآخر حتى لا يآتي من يتسلط عليك 

وهكذا سيحل السكون و السلام وستكون المشاعر الايجابية هي الغالبة في حياتك 


٤- الانغماس بالواقع على أنه حقيقة


كل ما انغمست بالواقع وصدقته كلما كنت مقيداً به اكثر وكلما زاد تأثيره عليك بشكل أكبر لذا عليك أن تتذكر بين الحين والآخر أن الحياة هي لعبة أو حلم وأن تعود الى دور المراقبة وتخبر نفسك إنك واع لكل ما يحدث وتحافظ على بقاءك بدور المشاهد ولا تندمج مع مايحدث وتسمح له أن يتحكم بك ويجرك معه، عندما تكون واعٍ لحقيقة الحياة وإنك قادر على تغيير مايحدث هنا تبدأ لحظة للإستيقاظ 


٥- رفض التغيير 


مهما تحدثت عن رغبتك الكبيرة بالتغيير وبأنك تعبت ومللت من واقعك وان صبرك قد نفذ الخ .. كل هذا الكلام لن يساعدك مادمت لا تملك رغبة حقيقية بالتغيير ولم تقرر قرار قاطع بأنك تريد تغيير نفسك أو واقعك فقد تجد إمرأة مثلاً تشكو من سوء المعاملة من زوجها أو رئيسها في العمل وكم ضاق بها الحال ولم تعد قادرة على التحمل ولكن عندما تقترح عليها الحلول تتهرب من الموضوع وتقلبه الى مجرد فضفضة. وهذا دليل على عدم وجود رغبة داخلية حقيقية بالتغيير وذلك بسبب خوفها من الخروج عن ماهو مألوف في حياتها فحتى الالم المألوف يكون بالنسبة لها أسهل من المجازفة والدخول في مرحلة غامضة وغير واضحة الملامح.


أيضاً هناك من يرغب بالتغيير ولكن لديه قيم يخشى ان يخسرها، مثلاً شخص غير مرتاح في وظيفته ويرغب في تغييرها ولكنه يخشى من فقدان قيمة الاستقرار المادي فالاستقرار المادي عنده اهم من راحته النفسية في العمل أو زوجة ترغب في الطلاق ولكنها تخشى من فقدان أبنائها أو صورتها الاجتماعية فتختار صورتها الاجتماعية وعدم تشتت أبنائها على خيار الطلاق وراحتها النفسية.


نحن دائماً نقوم بهذه المعادلات في حياتنا سواء بوعي أو بغير وعي منا وهي تتحكم بشكل كبير في خياراتنا وقدرتنا على التغيير لذلك اذا أردنا التغيير حقاً علينا أن نسمح لأنفسنا بذلك اسمح لنفسك أن تصل للحالة التي تريدها بدون قيود أو شروط، آمن بنفسك بأنك قادر على التغيير واتخاذ هذه الخطوة وسيحدث ذلك بكل تأكيد 


٦- التركيز على المربع المفقود 


في الغالب ومهما كانت حياتنا ممتلئة ونجاحاتنا كثيرة نتجاهل كل هذه الأشياء الجميلة التي نملكها ونركز على المربعات المفقودة في حياتنا فإن كنت غني وليس لديك أبناء ستركز غالباً على هذا الجزء المفقود لديك وهو رغبتك بالشعور بالابوة، واذا كنت ناجح بمجالات كثيرة في الحياة وفشلت في أن تبني أسرة أو تنجح قي علاقة ستركز على فشلك هذا وعلى نقاط ضعفك.

مع أن هذه المعلومة قد تبدو مكررة جداً الا إننا على الرغم من معرفتنا لها فنحن نتجاهلها بالمقابل فنجد ٩٠ بالمئة من حواراتنا مع الأهل والاصدقاء تدور حول المشاكل والاحداث السلبية في حياتنا بينما الأشياء الجميلة قد ننسى أن نذكرها بل بتنا نراها من المسلمات 


لذلك من الجيد أن نقوم ببعض التمارين البسيطة التي تساعدنا على ظبط تركيزنا على الأمور الإيجابية في حياتنا ومنها أن نأخذ على الأقل عشر دقائق بالصباح عند الاستيقاظ نفكر فيها بالأشياء الجميلة التي نملكها وأن نأخذ نفس عميق ونحمد الله على وجودها في حياتنا أما الامور السلبية التي تقلقنا فهناك تمرين يساعدنا في التخلص منها وهو أن نكتب الأمور التي تقلقنا ومن ثم نكتب الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها ومن ثم نشطبها ونركز على الأمور التي نستطيع التحكم بها هكذا ستتوقف عن استنزاف طاقتك في أشياء لاتستطيع تغييرها ونركزها في الأمور التي تنفعنا والتي تدعم تطورنا.


بشرى علي 

عن الكاتب

وجدي عمار

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

حراك الصحوة الروحية